للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

في القول والفعل، لا يكون تقديسك للعلم وحثك على العلم والتعلم والتعليم بمجرد القول، لكنك أعمالك تخالف ما تقول، فكأنك تدعو بقولك، وتصد بعملك، كما هو حالنا وحال كثير ممن يتصدى لهذا الأمر، إذا قارنت بين العلم والعمل وجدت البون شاسعاً، فكأن من يتحدث في هذه الموضوعات يحث الناس بلسانه، لكن ماذا عن العمل، ولا شك أن صرف الناس بالعمل أعظم من جلبهم بالعلم والقول فقط؛ لأن الناظر إلى العمل يقول: لو كان العمل بهذا العلم نافعاً لما ترك العمل به، ولكان أولى الناس بالعمل به لمعرفته، وتمام خبرته بفضل هذا العلم لا بد أن يعمل به، وما دام لا يعمل به هو فلا شك أن العمل به غير مجدٍ، إذاً تعلمه ليس بمجدٍ، فهو يحث الناس بقوله، ويصرفهم بعمله، نظير ذلك الطبيب مهما نصح في التحذير من الدخان وهو يدخن ما يستفاد منه، يستفيد المريض إذا قال له: لا تدخن وهو يدخن؟ ما يستفاد منه، ومهما قال العالم: احرصوا على الأوقات، واغتنموا الأوقات وهو يضيع أوقاته يمين وشمال وفي القيل والقال، واحرصوا على قيام الليل وهو ما يقوم الليل، احرصوا على الصوم وهو ما يصوم هذا ما فيه فائدة.

وقد العلم واعرف قدر حرمته ... في القول والفعل والآداب فالتزم

يعني تأدب بأدب العلم، يعني لا يليق بطالب علم أو بعالم أن يكون وضعه مثل وضع عامة الناس، ويوجد ممن يحمل شيئاً من العلم، وإذا جلست في مجلس لا تجد أي فرق بينه وبين العوام.

واجهد بعزم قوي لا انثناء له ... . . . . . . . . .

اجهد في تحصيل العلم والعمل به بعزم قوي لا انثناء له، لا تنثني لا يثنيك أي شيء من المغريات، لا يثنيك لين الفراش، ولا جمال الزوجة، ولا طيب الهواء والجو، ولا متعة التنزهات والرحلات.

واجهد بعزم قوي لا انثناء له ... لو يعلم المرء قدر العلم لم ينمِ

يعني لو أن الإنسان يدرك حقيقة هذا العلم ما تهنأ بنوم؛ لماذا؟ يريد أن يستغل هذه الساعات التي ينامها في تحصيل أكبر قدر ممكن من العلم.

والنصح فابذله للطلاب محتسباً ... . . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>