يعني على العالم أن يبذل النصح لطلابه، على العالم أن ينصح لطلابه، والنصيحة كما جاء في الحديث:((الدين النصيحة)) وأولى الناس بنصحك أهل بيتك ومعارفك وأقاربك وجيرانك وطلابك، الأقربون أولى بالمعروف {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [(٢١٤) سورة الشعراء] والطلاب بمنزلة الأولاد، فعلى العالم أن يبذل النصيحة لهم، كما أن على الطالب ألا يضجر الشيخ، إذا رأى أن الوقت غير مناسب، أو أن الشيخ غير متهيئ للإكثار من الأسئلة يترك، تجد بعض الطلاب –هداهم الله- ولا شك أن هذا باعثه الحرص على الإفادة والاستفادة من الشيخ، مجرد ما يسلم الشيخ من الصلاة قبل أن يؤدي الأذكار يأتي ليسأل، ويصعب أن يقول الشيخ باستمرار: انتظر قليلاً، دعنا نذكر الله وكذا، تجد بعض أهل العلم إذا سلم جهر بالذكر على غير عادته ليخبر الطالب اللي بجنبه ومن عن يمينه واللي بيساره أن المسألة ما زالت يعني، انتظر قليلاً، وبعض الطلاب ما يقدر هذه الأمور، وبعضهم إذا رأى الشيخ يقرأ قرآن، جالس في المسجد يقرأ القرآن، أكثر عليه من الأسئلة وأنهى الوقت بأسئلته وبمشاكله وقضاياه، وإذا قال له الشيخ: أنا والله مشغول الآن، قال: كيف مشغول؟ جالس يقرأ قرآن ومشغول؟ ويش معنى مشغول؟ يعني ما يقدرون المسائل قدرها، وهذا فيه إحراج للشيوخ، وبعض الطلاب ما يدرك مثل هذه الأمور، يريد أن يأخذ حاجته، والمطالبة من الطرفين، لا يطالب طرف على حساب طرف آخر، الشيخ عليه أن يبذل، على الشيخ أن يبذل، وعلى الطالب أن يرفق بشيخه، ولا يضجر شيخه؛ لأن الشيخ ظروفه مثل ظروف غيره، أحياناً يأتي بعد درس وينصرف إلى بيته فيتبعه بعض الطلاب ويوقفونه عند الباب، يمكنه محتاج للدورة، والطالب ما يقدر هذه الأمور، أو يكون بعد صلاة ظهر أو عصر والشمس محرقة، ويوقف الشيخ في الشمس، هذا موجود من كثير من الطلاب، فيصعب على الشيخ أن يصرفهم بأسلوب غير مناسب، وبعض الطلاب لا يفيد به إلا التصريح، فكما أن الشيخ مطالب بالبذل والصبر على الطلاب ومحض النصح للطلاب، أيضاً الطرف الآخر مطالب، وفي آداب العالم والمتعلم ما يكفي ويشفي، لكن كثير من طلاب العلم في غفلة عن دراية هذه الأمور، ومراجعة هذه الأمور، والصحابة