للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا على أدب رفيع قوي مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقد نهوا عن الإكثار من الأسئلة، أسئلة يستفيدون منها، وقد أمر الله -جل وعلا- بالسؤال {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ} [(٤٣) سورة النحل] لكنهم نهوا عن الإكثار من الأسئلة التي تضجر، ابن آدم مركب من أمور من لحم ودم ومشاعر ومن .. ، المقصود أنه يضجر مهما كان، إنما أنا بشر -عليه الصلاة والسلام- مع ما جُبل عليه من خلق ومن حلم ومن تواضع لكن مع ذلك نهوا عن الإكثار من المسائل لهذا الأمر، فكانوا يفرحون إذا جاء الرجل العاقل من أهل البادية ليسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- من أجل أن يستفيدوا.

فعلى طالب العلم أن يتحين الأوقات المناسبة، ولا يضجر الشيخ، كما أن على الطرف الآخر على الشيخ أن يبذل، أخذ الله عليه العهد والميثاق أن يبين ولا يكتم، على ما ستأتي الإشارة إليه في هذه المنظومة -إن شاء الله تعالى-.

والنصح فابذله للطلاب محتسباً ... في السر والجهر والأستاذ فاحترمِ

النصح للطلاب لا بد منه، إذا جاء طالب يستشير في كتاب يقرأ على العالم أن ينظر مستوى هذا الطالب ويشير إليه بما يناسبه، ولا ينظر إلى مصلحته هو، إنما ينظر إلى مصلحة الطالب وينصح للطالب، بعض الشيوخ إذا جاءه الطالب قال: أريد أن أقرأ عليك، ويش تختار لي أي كتاب؟ فبعض الشيوخ يختار ما يحتاجه من الكتب هو، هذا ليس من النصح للطالب، وقد يكون هذا الكتاب غير مناسب للطالب، فمن باب النصيحة وبذل النصيحة لهذا الطالب أن ينظر الشيخ فيما ينفع الطالب.

والنصح فابذله للطلاب محتسباً ... في السر والجهر والأستاذ فاحترمِ

ومرحباً قل لمن يأتيك يطلبه ... وفيهم احفظ وصايا المصطفى بهمِ

من يأتيك يطلبه من أهل البلد، وليكن عنايتك وترحيبك بمن هو أبعد فأبعد عن أهل البلد؛ لأن أهل البلد ما تعبوا مثل تعب من جاء من الآفاق، فهؤلاء لا شك أنهم أهل للعناية والرعاية.

ومرحباً قل لمن يأتيك يطلبه ... وفيهم احفظ وصايا المصطفى بهمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>