الذي في الشورى قول الله -جل وعلا-: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [(٢٠) سورة الشورى] معلق بالإرادة، الإرادة هي النية، والتي في هود قوله:{مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [(١٥ - ١٦) سورة هود].
كفى به من كان في شورى وهود وفي الـ ... إسراء موعظة للحاذق الفهمِ
والذي في الإسراء:{مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا * كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء} [(١٨ - ٢٠) سورة الإسراء] يعني بعد أن بين للفريقين طريق النجاة وطريق الشقاء {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [(١٠) سورة البلد] ولم يبق لأحد {كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا} [(٢٠) سورة الإسراء].
إياك واحذر مماراة السفيه به ... كذا مباهاة أهل العلم لا ترمِ
روى ابن ماجه والترمذي بسند فيه كلام عن ابن عمر مرفوعاً:((من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار)) نسأل الله العافية.
فإن أبغض كل الخلق أجمعهم ... إلى الإله ألد الناس في الخصمِ
في صحيح البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)) الخصم دائم الخصومة (فعل) صيغة مبالغة (فعل) مثل حذر، الدائم الخصومة، والألد هو الذي يدعي الباطل ولا يقبل الحق، يجادل عن الباطل بقوة، وإذا عرض عليه الحق وبين له لم يقبله.