والعجب فاحذره إن العجب مجترفٌ ... أعمال صاحبه في سيله العرمِ
لماذا؟ لأن المعجب بعمله مزكٍ لنفسه ولعمله، مترفع عن الخلق، متكبر عليهم، يرى أن له فضل على الناس.
والعجب فاحذره إن العجب مجترفٌ ... أعمال صاحبه في سيله العرمِ
محبط للأعمال -نسأل الله السلامة والعافية-.
وبالمهم المهم ابدأ لتدركه ... . . . . . . . . .
يعني العلم كثير.
وبالمهم المهم ابدأ لتدركه ... . . . . . . . . .
لأن العلم بحور، لا يمكن أن يحاط به، إذا كان علم موسى والخضر في علم الله -جل وعلا- مثل ما نقر العصفور من البحر، والله -جل وعلا- يقول لجميع المخلوقين:{وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [(٨٥) سورة الإسراء] يعني إذا ضم علم جميع المخلوقين ما هو بالنسبة لعلم الله -جل وعلا- إلا شيء يسير، فعلى طالب العلم أن يبدأ بالمهم المهم، وتجد بعض الطلاب عندهم كتب كثيرة جداً، والتحصيل أقل، وكثرة الكتب ليست علامة على كثرة العلم أبداً، بل هي في الغالب مشغلة عن التحصيل، تجده هذا اليوم يأخذ الكتاب يقرأ له كلمة، يأخذ هذا الكتاب ويقرأ صفحة، ثم يتنقل من علم إلى علم، ينظر في علوم لا حاجة له بها، ويترك الأهم فلا يلتفت إليه، فيكون هذا على حساب هذا، والواقع يشهد بهذا، يعني إذا ذهبتم إلى المكتبات تجدون كتب تُحقق من قبل طلاب علم، هي أبعد ما تكون عن الأهمية، يعنى بعض الطلاب بجزء بيبي، وجزء الألف دينار، وجزء كذا، وإذا سألته عن أوضح حديث في صحيح البخاري ما يدري، ليست له عناية في البخاري، هذا ابتدأ بالمهم المهم؟ لا، هذا اشتغل بالمفضول عن الفاضل.
وبالمهم المهم ابدأ لتدركه ... . . . . . . . . .
لأن المسألة مسألة صعود وترقي، يبدأ بالمهم فالمهم؛ لأن العمر لا يستوعب كل شيء، ما يقول: والله أنا با أخر هذا العلم إلى أن أفرغ له، عليه أن يقدم ما يحتاج إليه في كل علم من العلوم، بدءاً من الدرجة الأولى، ثم الثانية، ثم إلى أن يصعد إلى السلم الذي أو رأس السلم الذي رتبه أهل العلم لطبقات المتعلمين.