للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

سامت منابرهم واحمل محابرهم ... . . . . . . . . .

محابرهم الذي يكتبون فيها، فاخدمهم بحمل محابرهم، واصبر على ذلك، والعلم لا يستطاع براحة جسم، ولا يستطاع بادعاء الندية أبداً، مهما بلغ طالب العلم فلا بد أن يتواضع ويحمل محابر الشيخ، أو الذي يكتب فيها، أو يحمل متاعه إن كان معه متاع، أو شيء من ذلك، لا بد أن يعرف الطالب منزلته من منازل شيخه، واحمل أيضاً المحبرة التي تجعلك شبيهاً بهم، فهم يكتبون وأنت معك محبرة مثل محابرهم تكتب عنهم ما ينطقون به.

"واحمل محابرهم" يعني محبرة مثل محابرهم "والزم أكابرهم" فالعلم إنما هو عند الكبار، العلم عند الجلة، عند الكبار، ما دام يوجد في البلد من الكبار أحد فلا تبغي به بدلاً من الصغار، ولو أعجبك بريق لفظه؛ لأن بعض الناس من طلاب العلم الصغار يكون عنده أسلوب وعنده طريقة، وعنده تفنن في العبارات يجلب طلاب العلم، ومع ذلك تجد الكبير ممن هو فوقه بمراحل في العلم والعمل لا يوجد عنده شيء من ذلك، فطلاب العلم تجدهم يعزفون عنه.

على كل حال يقول:

. . . . . . . . . ... والزم أكابرهم في كل مزدحمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>