للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ما تقول: والله الشيخ هذا زحام ما نلقى عمود نتركى عليه، لا ما يصلح، ويش يقول؟ "في كل مزدحمِ" لأن بعض الناس يؤثر الراحة، فتجده يعزف عن المكان الذي فيه أدنى كلفة، فإذا كان الشيخ عنده جموع غفيرة قال: والله ما أنا رايح نزاحم الناس، لا نلقى موقف، وإذا بغينا نطلع تعبنا، وإذا بغينا ندخل تعبنا، إن أردنا عمود نتكئ عليه ما وجدنا، نروح للمقلين الذي نستطيع أن نتفاهم معهم، ونسألهم ويجيبونا بكل راحة وبساطة، وليس قصده ذلك والله أعلم، قصده أنه يبي راحة، يبي عمود يتركى عليه، ومتى ما بغى طلع، ومتى ما بغى دخل، وإن تيسر له نوم بعد غفا، وبعضهم يفعل هذا في الجمعة في صلاة الجمعة تجده يقصد المسجد اللي ما فيه عدد كبير؛ لأنه يبي يوقف عند باب المسجد ما هو موقف بعيد، ويبي مكان يتكئ عليه، ويبي مكان بارد، قد لا يجد في المساجد المزدحمة التي فيها الخطباء الذين يفيدونه المكان المناسب، وقد يضطر الإنسان إلى هذا أحياناً، فمثلاً في رمضان والجو حار، والمسجد الحرام اللي فيه الصلاة بمائة ألف صلاة، يعني قد لا يجد مكان إلا في درج أو في شمس، يقول: أذهب إلى أي مسجد ثاني، ومكة كلها حرم، وأجلس في الصف الأول، ومكان بارد واتكئ وأسمع الخطبة والحمد لله، وخطبة الحرم تعاد، هذا إن كان حريص بعد على خطبة الحرم، المقصود أن الإنسان ينظر في الباعث، ما الذي جعله يترك هذا المكان ويذهب إلى ذلك المكان؟ إن كانت المصلحة الراجحة لعلمه ودينه أجر عليها؛ لأنه ما يلزم من الكثرة من كثرة الحضور أن يكون أعلم من غيره، قد تكون الكثرة لأن هذا الشخص عنده شيء من المخالفة، عنده شيء من الإثارة، عنده شيء من كذا، والناس تشرئب نفوسهم إلى مثل هذا، وتجد القلة عند هذا العالم؛ لأنه على الجادة يقول: درب معروف، وماشيين عليه الناس، وما عنده جديد، اجلس واستفد وافهم حتى تكون مثله، جدد أنت.

"في كل مزدحمِ".

اسلك منارهمو والزم شعارهم ... . . . . . . . . .

"اسلك منارهم" منار العلم؛ لأن العلم عند هؤلاء الأئمة الذين هم كالمنار الذي ينير الطريق للسالكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>