إن النحو بالنسبة للكلام مثل الملح للطعام، إذا زاد أفسده؛ فضلاً عن كونه تخصص بتاريخ أو أدب أو شيء من هذا، ويضيع عمره بذلك، ويغفل بهذا عن المقاصد، فعلى طالب العلم أن يعنى ويتفقه في الدين بجميع أبوابه؛ ليكون ممن أراد الله به خيراً، وتكون عنايته منصبة إلى الكتاب والسنة، وما يخدم علوم الكتاب والسنة.
تقسيم الدين إلى أصول وفروع، إلى فقه أكبر وفقه أصغر، لا شك أنه طارئ، شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- ينكر هذا التقسيم، ورتبوا تبعاً لذلك أهمية علم العقائد، وأن الزلل فيه أعظم من الزلل والخطأ في غيره من العلوم، وإن كان مأخذها واحد، شيخ الإسلام لا يفرق، يقول: يجعلون الصلاة مع أنها الركن الثاني من الإسلام من الفروع، الصلاة من الفروع، ويجعلون الخلاف في رؤية النبي -عليه الصلاة والسلام- ربه من الأصول، ومقتضى ذلك أن هذه المسألة أهم مما يتعلق بالصلاة، شيخ الإسلام -رحمه الله- ينكر هذا أشد الإنكار، لا شك أن هناك أركان في الإسلام، وفيه أيضاً واجبات فرائض، وفيه مستحبات، فيه الأولويات، يعني لو تعارضت هذه المطلوبات من قبل الشارع، تعارضت، فالمفاضلة بين هذه الأمور أمر مطلوب فتبدأ بالأهم فالأهم.
طالب:. . . . . . . . .
هو كلام الشيخ الإسلام -رحمه الله-، يقول: إن العلماء لما جعلوا الدين أصول وفروع، وجعلوا الأصول هي الأهم، والفروع أقل أهمية أورد على ذلك مثل هذه المسائل، هل معنى هذا أن الخلاف في رؤية الرب -جل وعلا- باعتبارها من الأصول أهم من الصلاة باعتبارها من الفروع؟ لا، ما في أحد يقول بهذا، على كل حال مسائل الاعتقاد الخلاف فيها بين الصحابة نادر جداً، وأكثرها مما اتفق عليه بينهم، وأما مسائل الأحكام العملية فالخلاف فيها كثير بين الصحابة والتابعين، وهذا معروف، وتبعاً لذلك أن ما اتفق عليه الصحابة سواء كان من الأصول أو من الفروع لا مندوحة لأحد من القول به، سواء كان من الأصول أو من الفروع، وما اختلفوا فيه فلأهل النظر فيه سعة، يعني ما اختلف فيه الصحابة من سلف هذه الأمة سواء كان في مسائل الأصول أو الفروع، المتأهل له أن ينظر ويرجح ما يترجح عنده بالدليل، ويعمل بما يعتقد، ويدين الله به -جل وعلا-.