للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعم ثم أحمد، لكن الكلام في من لم يرتب، هو الآن قدم الشافعي؛ لأن التقديم بالذكر نعم ينبغي أن يكون له حظ من النظر الزمني، يعني الأصل أن يقول: أبو حنيفة ثم مالك ثم الشافعي ثم أحمد، هذا الأصل، ولذا في البحوث العلمية في بحث المسائل العلمية ينبغي أن يرتب الأئمة حسب الترتيب الزمني، إن كان الباحث يقتدي بإمام معين مثلاً، وأراد أن يقدمه على غيره، ثم يعطف عليه الأئمة بقية الأئمة يعطفهم على ترتيبهم، وقل مثل هذا في تخريج الأحاديث، كثيراً ما يقال: رواه البخاري ومسلم، ثم بعد ذلك السنن، ثم المسانيد، وهكذا، على حسب القوة، ومنهم من لا ينظر إلى هذا، وينظر إلى الترتيب الزمني، فيقدم مالك ثم الشافعي والطيالسي ثم يذكر أحمد، ثم يذكر البخاري ثم مسلم وهكذا، على الترتيب الزمني، ويقدم عليهم على الأئمة عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وإذا نظرنا إلى القوة قدم الصحيحين ثم السنن ثم المسانيد ثم المصنفات ثم المعاجم.

والترتيب الذكري كما هنا ينبغي أن يكون تابعاً للترتيب إما في الوجود أو في القوة، وهنا أنسب ما يكون ترتيبهم على الزمن والعطف وإن كان بالواو والواو لا تقتضي الترتيب إلا أن للأولية حظ من الأولوية، ولذا قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رقي على الصفا: ((أبدأ بما بدأ الله به)) فكون الأئمة يرتبون على حسب الترتيب الزمني هو الأولى، فيقدم الإمام أبو حنيفة ثم مالك ثم الشافعي ثم أحمد.

"هذا اعتقاد الشافعي" يعني هذه عقيدة الإمام الشافعي، بل المسائل التي ذكرت في هذه المنظومة كلها متفق عليها بين الأئمة الأربعة وغيرهم من سلف الأئمة وأئمتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>