يعني هل يعجز العربي أن يقول: ثم نظر؟ نعم، ما يعجز، ولذا لم يحصل التحدي بآية، ومع ذلك هذه الآية المختصرة المكونة من خمسة حروف في مكانها وفي موضعها بين ما قبلها وما بعدها، غاية في الاختيار والبلاغة، قد لا يستطيع العربي أن يضعها في هذا المكان، ولديهم من القدرة ما لديهم، حاول ومن حاول جاء بالمضحكات، يحاول المعارضة جاء بما يضحك منه الصبيان، حتى قال من قال من المبتدعة من المعتزلة وغيرهم: أن الإعجاز لا لعجزهم عن ذلك، وإنما هم صرفوا عن معارضته، ويسمونه التحدي بالصرفة، يعني أنهم يستطيعون، لكنهم صرفوا، وهذا قول مرفوض عند أهل العلم؛ لأنهم إذا صرفوا ما صار هناك تحدي، ما هناك تحدي، يعني ما معنى أن يتحدى الأشل، أشل اليد اليمنى أن يكتب؟ هل للتحدي مجال، له مجال تأتي إلى أشل أو مقطوع اليد تقول: اكتب؟ ليس فيه مجال للتحدي، فالصرفة بمثابة الشلل، لا يستطيعون ذلك، ومنهم من يقول: إن فيه آية حتى مع القول بأنهم صرفوا، صرفوا لا بمانع حسي، والآلات موجودة، الآلة متوفرة لكنهم لم يفعلوا، يعني الصرف شيء محسوس وإلا معنوي؟ هم ما اختلفت عليهم من أمورهم شيء، حالوا ما استطاعوا، ومن سمع القرآن منهم أذعن، ومن سمع منهم القرآن كاد قلبه أن يطير، فما قالوا: والله إنا حاولنا وعجزنا، وواحد بغى يتكلم وعجز، لنقول بالصرفة؟
المقصود أن القول بالصرفة لا وجه له، وليس بصحيح، ومردود ومرفوض، ولديهم القوة، القدرة على الكلام، لكن العجز عن معارضة القرآن، يتكلمون بالكلام البليغ، يتكلمون بالكلام الفصيح، بالنسبة لكلام البشر هم ملاك أزمته من حيث القوة والبلاغة والفصاحة والجزالة، لكن لا شيء بالنسبة لكلام الخالق المعجز.