وأن ابن القيم -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة قال: إن هذا الشؤم يحصل عندها لا بها، وقلنا: إن ابن القيم وقال غيرنا –يعني ممن تقدم-: أن ابن القيم تأثر بكلام الأشعرية، فلما تأملناه وجدنا كلامه صحيحاً دقيقاً، ويختلف عن كلام الأشاعرة؛ لأنه يريد أن يقرر أن هذه الدار لا أثر لها فيما حصل لساكنيها، لا أثر لها، هذا الشخص سكن هذه الدار، عشرين سنة هو في هذه المدة عشرين سنة تحصل له خسائر مادية، يحصل له أمراض، ويحصل له كذا، هل هو بسبب هذه الدار، أو عند سكناه هذه الدار، وهو مقدر عليه بحيث لو سكن دار غيرها حصل له ما حصل، ومثله لو اقتنى دابة غير هذه الدابة، أو زوجة غير هذه الزوجة، فليس الأثر للزوجة، الزوجة لا أثر لها فيما حصل له، الدار لا أثر لها، الدار يعني لو نظرنا إليها بعين البصيرة والواقع هل لها أثر؟ ليس لها أثر وليست بسبب، لكن حصل هذا الأثر عندها لا بها، وقلنا في أول مرة، قلنا: لعل ابن القيم تأثر نقل هذا الكلام ووجدناه في غاية الدقة؛ لأنه حينما يكون للسبب تأثير، يكون التأثير به لا عنده، وإذا لم يكن المقارن له لا أثر له البتة يكون عنده لا به، والأشعرية يطلبون كل الأسباب من هذا النوع، يعني مثل ما لو اشتريت دابة وحصل لك خسائر وكوارث وأمراض، نعم، يقولون: هذه الدابة لا تؤثر فيك كما أن الأسباب الأخرى التي جعل الله فيها تأثير لا أثر لها فيك.