يقول المؤلف -رحمه الله- تعالى: مقدر الآجال: جمع أجل محركة، والأرزاق: جمع رزق وهو ما ينتفع به، الرزق ما ينتفع به، سواء كان من وجه شرعي أو من غيره، حلالاً كان أو حراماً، المعتزلة يقولون: لا يسمى رزقاً حتى يكون حلالاً، وأوردوا عليهم أن مولوداً ولد فسرقه لصوص، يعيشون على السرقات، وليس لهم أي مصدر دخل غير السرقات، وغذوه بهذه الأموال المسروقة، وهذه الأطعمة المسروقة، وعاش مدة طويلة عندهم لا مصدر له غير ذلك ثم مات، وعلى هذا يكون ما نال من رزقه شيء عندهم، عند هؤلاء المعتزلة الذين يقصرون الرزق على الحلال، ولا يسمون الحرام رزقا، طيب الله -جل وعلا- يقول:{وممّا رزقْناهمْ ينفقون} [(٣) سورة البقرة]، {وممّا رزقْناهمْ ينفقون} والله -جل وعلا- طيب لا يقبل إلا طيبا، فهل في هذا ما ينفي أن يكون الحرام رزقاً؟ إذا قلنا: رزق، وأنفقوا منه، الحرام رزق، وأنفقوا منه، يدخلون في المدح بقوله:{وممّا رزقْناهمْ ينفقون}؟ أو نقول: إن الحرام ليس برزق؟ إذا قلنا: إن الحرام رزق، وهذا هو المعتمد وهو قول أهل السنة، إذا أنفق صاحب الحرام من هذا الرزق دخل في عموم:{وممّا رزقْناهمْ ينفقون} لكن هذا العموم مخصوص بنصوص أخرى، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً))، حي وإلا حيٍ؟ حي وإلا حيٍ؟
طالب:. . . . . . . . .
يجوز الوجهان، يعني إذا قلت: حيٍ أتبعته ما تقدم، نعم لكن المتعين هنا لا من حيث الجواز اللغوي لا، لكن في النظم مرفوع وإلا على شان إيش؟ على شان الوجود، قامت به الأشياء والوجود، لا بد أن تقول:
حي عليم قادر موجود ... قامت به الأشياء والوجود
أهل العلم يقررون أن لفظ الجلالة الله، لا بد أن يكون متبوعا لا تابعا، يعني ما يمكن تقول: الحمد للقديم الله الباقي، أو تقول: بسم الرحمن الله الرحيم، لا بد أن يكون هذا اللفظ الاسم الذي قال بعضهم: إنه الاسم الأعظم، الله لا بد أن يكون متبوعا لا تابعا، وما جاء في صدر سورة إبراهيم صراط.