"كنز الهدى"، كنز، كنز الهدى هو مصدر هداية -عليه الصلاة والسلام-، وهداية دلالة وإرشاد، {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} [(٥٢) سورة الشورى]، لكنه ليس بدلالة توفيق ولا قبول {إنك لا تهدي من أحببت} [(٥٦) سورة القصص] فالنبي -عليه الصلاة والسلام- بالمعنى الأول كنز من كنوز الهداية، وبإرساله حصل لأمته هذا الكنز العظيم، وتشبيه ما حصل على يديه من الهدى بالكنز، هذا من باب التقريب: ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة، كنز من كنوز الجنة، ولا يقابله أي كنز ولو كنزت الدنيا بحذافيرها وحصل عليها شخص ما قابل ما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- من الهدى ولا قابل قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأن كنز الجنة يختلف عن كنز الآخرة، يعني كنز الجنة إذا كان ترابها المسك فما كنزها؟ يعني شيء لا يخطر على البال، ولا خطر على قلب بشر.
وآله وصحبه الأبرار ... معادن التقوى مع الأسرار
"وآله"، آل الرجل أهله، وذووه، وقرابته، وأتباعه، أتباعه، وبالمعنى الأعم يشمل جميع من تبع النبي -عليه الصلاة والسلام- وتبعه على دينه، فهو من آله، ويكون عطف الصحب من باب عطف الخاص على العام، وإذا قلنا: إن الآل خاص بقرابته من أزواجه وذريته قلنا: إن العطف، كعطف الصحب عطف مغاير نعم، وإذا ذكرنا الآل فلنذكر الصحب، ولو كان الآل بالمعنى الأعم يشمل الصحب وغير الصحب؛ لأن التنصيص على الصحب أمر لا بد منه، لما لهم من المنة على جميع من تبع هذه الملة إلى قيام الساعة؛ لأنهم هم الذين حملوا لنا الدين، وبهم حفظ الله الدين.
"وآله وصحبه" صحب جمع صاحب كركب جمع راكب، والمراد به من لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- مؤمنا به، ومات على ذلك، يقول أهل العلم: ولو تخلل ذلك ردة، ولو تخلله ردة.