المقربون أفضل من الأبرار ولذا يقول أهل العلم: حسنات الأبرار سيئات المقربين، المقربون أفضل من الأبرار، فكيف يقول: الأبرار؟ الأبرار منهم من اقتصر على فعل الواجبات وترك المحرمات، لكن المقربون من تقرب إلى الله -جل وعلا- بقدر زائد على ذلك، وابن القيم -رحمه الله- تعالى شرح وبين المنهج الذي يسير عليه هؤلاء، والمنهج الذي يسير عليه هؤلاء في طريق الهجرتين، ووضح وبين بالأدلة أن الأبرار أفضل، وطبقة عليا تقصر دونها منزلة الأبرار، منزلة المقربين منزلة عليا، وهنا قال: وآله وصحبه الأبرار، إذا كان هؤلاء هم الأبرار فلمن تدخر منزلة المقربين؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم، نعم إذا ذكر الأبرار والمقربون افترقا، إذا اجتمعا افترقا، مثل الفقير والمسكين، وإذا أفرد فيه أحدهما دخل فيه الآخر، دخل فيه الآخر.
وآله وصحبه الأبرار ... معادن التقوى مع الأسرار
"معادن"، المعدن هو المكان الذي يستخرج منه المعدن، المعدن هو المكان، الموضع الذي يستخرج منه المعدن، والمعادن معروفة، نعم معادن التقوى، يعني هم مستودع التقوى، قلوبهم محتوية ومشتملة على التقوى، مع الأسرار، الأسرار.
طالب:. . . . . . . . .
تجي معدن ومعدن، نعم.
طالب:. . . . . . . . .
ويش هو؟
طالب:. . . . . . . . .
يقول: الأبرار جمع البر أي البار وهو الصادق، وكثير البر، والصدق في اليمين، وفي أسماءه الحسنى البر دون البار، وقال العلامة أبو بكر بن أبي داود في كتابه "تحفة العباد": البر هو العطوف على عباده المحسن عليهم، يعني باعتباره من أسماء الله، عم ببره جميع خلقه، فلم يبخل عليهم برزقه، وهو البر بأوليائه إذا خصهم بولايته واصطفاهم لعبادته، وهو البر للمحسن بمضاعفة الثواب له، وللمسيء بالصفح والتجاوز عنه.
والأبرار كثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد، والعباد، والصحابة الكرام أفضل أولياء الأنام، وفي الآية الكريمة:{وتوفنا مع الأبرار} [(١٩٣) سورة آل عمران]، {وتوفنا مع الأبرار}.
هذا إذا أطلق بمفرده، أما إذا جمع مع منزلة المقربين فلا شك أن المقربين أفضل من الأبرار.