"معادن التقوى" يعني أن قلوبهم مستودعات للتقوى، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((التقوى هاهنا)) ويشير إلى قلبه، فهؤلاء صحابته وآله هم معادن التقوى، وإذا لم يكن كهم الأولياء وهم الأبرار، وهم المقربون، وهم الأتقياء، فمن القوم سواهم؟
"معادن التقوى مع الأسرار"، الأسرار: جمع سر، والمراد به الخوض أو الغوص على المعاني الدقيقة، معاني الكتاب والسنة، يعني هم أصحابها، وفي كل واحد منهم في قلبه سر يتعامل به مع ربه يخفيه عن غيره مما يقربه إلى الإخلاص.
"وبعد"، وبعد يقولون: الواو هذا قائمة مقام أما، يعني الزرقاني في شرح المواهب قال: إن الواو هذه تقوم مقام أما، والأصل أما بعد، والإتيان بها سنة، وثبتت في أكثر من ثلاثين حديثا النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يستعملها في خطبه ورسائله، فالإتيان بها سنة للانتقال من موضوع إلى آخر، من موضوع إلى آخر، لكن هل تتأدى السنة بقولنا: وبعد؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:((أما بعد)) الظاهر أن السنة لا تتأتى، وإن قامت الواو مقام أما، فلا بد أن نقول: أما بعد، وبعد كقبل، والجهات الست كلها إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه، ونوي لفظه أو نوي فإنه حينئذ يبنى على الضم، حذف المضاف إليه مع نيته، يقتضي البناء على الضم، وبعد، أما بعد، {لله الأمر من قبل ومن بعد} [(٤) سورة الروم]، لكن إذا ذكر المضاف إليه، أعرب، {قد خلت من قبلكم} [(١٣٧) سورة آل عمران] وإذا حذف المضاف إليه مع عدم نيته فإنه يعرب وينون،
فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغص بالماء الفرات
طالب:. . . . . . . . .
ما تجي أما قبل.
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا قل: البعض يقول: ثم أما بعد، هذه نسمعها كثيرا، ثم أما بعد، هذه ثم لا داعي لها، إلا إذا احتيج لأما بعد مرة ثانية، أما في الموضع الأول تقول: أما بعد، في الموضع الثاني تقول: ثم أما بعد، إذا أردت أن تنتقل إلى موضوع آخر، وأظن في سلم الوصول احتاج الشيخ إلى أن يقول أما بعد ثانية: