يعني الكتب، الكتب التي فيها تفاصيل شروح المواقف، شروح المقاصد، شروح، هذه فيها كتب مطولات، وكلها قيل وقال، وما تجد قال الله ولا قال رسوله إلا من أجل الرد والنقد، بينما أهل السنة والجماعة إذا سمعوا النص، سمعنا وأطعنا يستسلمون، وقدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، يعني في النهاية لا بد أن يسلم الإنسان، يعني من يستطيع عقله مهما كان من العقل أن يستوعب أن الله -جل وعلا- ينزل ولا يخلو منه العرش؟ وإذا كان مثل هذه الحيرة توجد بالنسبة لبعض المخلوقات، الشمس تدور في فلكها أربعةً وعشرين ساعة، إذا غابت عن قطر طلعت على القطر الثاني، ومع ذلك تسجد في آخر كل ليلة تحت العرش، حديث صحيح، يستطيع أن يستوعب مثل هذا؟ ما لك إلا تسلم، تقول: سمعنا وأطعنا وتعمل فيما يخصك من النص، هذا النص فائدته إيه بالنسبة لك، ما فائدة هذه النص بالنسبة لك؟ هل فائدته أن تبحث وتقول: إذا كان عندنا الثلث الأخير، طيب اللي بالمشرق وإلا المغرب عندهم في الصباح أو العصر أو الظهر، وإذا كان نازل بالنسبة لنا بالنسبة لهم ما ... أنت ما لك دخل في هذه الأمور، أنت قيل لك: الثلث الأخير ما أنت بمكلف في غير بلدك، ما تقول والله فاتني الثلث الأخير في بلدي الآن الثلث الأخير في مصر مثلا أو في المغرب استغل هذا الثلث الأخير، ما لك علاقة بهذا؛ لأن الذي يتولي الإثابة على هذه الأمور من يعلم خفايا الأمور، ويحاسب الناس في آن واحد، لا يخفى عليه ما فعل هذا، أو ما صنع هذا، أو أن هذا، يعني أمور يعني لائقة بالبشر لكن الله -جل وعلا- لا يمكن أن يقاس بالبشر، ولا يمكن أن يتعامل مع نصوصه التي أثبتها لنفسه بمقاييس البشر، ولذلك قال:
ولا نرد ذاك بالعقول ... لقول مفتر به جهول
"لقول مفتر" يعني كذاب، جهول بهذه الأحاديث وهذه النصوص التي ثبتت لله -جل وعلا- في كتابه وفي سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، لكن ما الذي جعلهم يسترسلون وراء العقول ويتركون النصوص؟ نعم؟