وهذا من كلامه من المرقصات فإنه أحسن فيه ما شاء، وأصل هذه اللفظة هو تأنيث ذو بمعنى صاحب، بمعنى صاحب، فذات صاحبة، كذا في الأصل، ولهذا لا يقال: ذات الشيء إلا لما له صفات، ونعوت تضاف إليه، فكأنه يقول: صاحبة هذه الصفات والنعوت، ولهذا أنكر جماعة من النحاة منهم ابن برهان وغيره على الأصوليين قولهم: الذات، قد لا مدخل للألف واللام هنا كما لو قال: الذو في ذو، وهذا إمكان صحيح والاعتذار عنهم أن لفظة الذات في اصطلاحهم قد صارت عبارة عن نفس الشيء، وحقيقته، وعينه، فلما استعملوها استعمال النفس والحقيقة عرفوا باللام وجردوها، ومن هنا غلطهم السهيلي فإن هذا الاستعمال والتجريد أمر اصطلاحي لا لغوي فإن العرب لا تقول ذات، لا تكاد تقول ذات الشيء لعينه ونفسه، وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب إليه ومن جهته، وهذا كجنب الشيء إذا قالوا: هذا في جنب الله لا يريدون إلا فيما ينسب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته، لا يريدون غير هذا البتة، فلما اصطلح المتكلمون على إطلاق الذات على النفس والحقيقة، ظن من ظن أن هذا هو المراد بقوله:((ثلاث كذبات في ذات الله)) وقوله: وذلك في ذات الإله، فغلط واستحق التغليط،. . . . . . . . . كالجنب في قوله تعالى:{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} [(٥٦) سورة الزمر]، ألا ترى أنه لا يحسن أن يقال هنا فرط في نفس الله وحقيقته، ويحسن أن يقال: فرط في ذات الله, كما يقال فعل كذا في ذات الله، وقتل أو قُتل في ذات الله، أو صبر أو صَبر في ذات الله فتأمل ذلك فإنه من المباحث العزيزة الغريبة التي يثنى على مثلها الخناصر، والله الموفق والمعين.
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
هذا المجلد الثاني صفحة أربعمائة، وأنا أذكر أننا قلنا كلام يمكن في محاضرتين في درس الواسطية، نعم.