للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها من الأدوية للأسقام، وغيرها من الأسباب كحمل السلاح، ولبس الدروع عند لقاء العدو وهو من الأقدار، فإنه تعالى ما أمر بالأسباب إلاَّ وقد قدرها دافعة لما شاء من المسببات، فيستعملها العبد لكونه أذن له بها، وأمر باتخاذها، ولا يتكل عليها، بل على مولاه الذي له في خلقه ما شاء، ويعلم أن أنفع الأدوية والأسباب هو الدعاء الدافع لكل بلاء فلا يعجز عنه (١)، ومعنى يعتلجان أي يتصارعان، ويتدافعان (٢).

فائدة: قال ابن القيم : "والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدفعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن .... وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات:

أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.

الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه، وإن كان ضعيفا.

الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه" (٣).


(١) التنوير (١١/ ١٨٦، ٩٩٥٨).
(٢) النهاية (٣/ ٢٨٦)، والإتحافات السنية ص ٣٢.
(٣) الجواب الكافي ص ١٠.

<<  <   >  >>