للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"وَاحْتَسَبَ" وكذا لابن حبان (١) والترمذي (٢) من حديث أبي هريرة، ولابن حبان (٣) من حديث ابن عباس أيضًا، والمراد أنه يصبر مستحضرًا ما وعد الله به الصابر من الثواب، لا أن يصبر مجردًا عن ذلك، لأن الأعمال بالنيات، وابتلاء الله عبده في الدنيا ليس من سخطه عليه، بل إما لدفع مكروه، أو لكفارة ذنوب أو لرفع منزلة، فإذا تلقى ذلك بالرضا تم له المراد، وإلا يصير كما جاء في حديث سلمان: "أَنَّ مَرَضَ الْمُؤْمِنِ يَجْعَلُهُ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةً وَمُسْتَعْتَبًا (٤)، وَأَنَّ مَرَضَ الْفَاجِرِ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ فَلَا يَدْرِي لِمَ عُقِلَ وَلِمَ أُرْسِلَ " أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (٥) موقوفا (٦).


(١) الصحيح (٧/ ١٩٤، ٢٩٣٢)، وإسناده صحيح، وصححه الألباني في التعليقات الحسان بحاشية الصحيح.
(٢) الجامع (٤/ ٦٠٣، ٢٤٠١).
(٣) الصحيح (٧/ ١٩٣، ٢٩٣٠)، وقال الألباني في التعليقات الحسان: "حسن صحيح".
(٤) أي راجعا عن ذنوبه، طالبًا رضا ربه، وانظر: النهاية لابن الأثير (٣/ ١٧٥).
(٥) ح ٤٩٣.
(٦) فتح الباري (١٠/ ١١٦).

<<  <   >  >>