للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ) وهذا أعظم العوض، لأن الالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا، والالتذاذ بالجنة باق ببقائها، وهو شامل لكل من وقع له ذلك بالشرط المذكور. ووقع في حديث أبي أمامة فيه قيد آخر أخرجه البخاري في " الأدب المفرد (١) " بلفظ: "إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْكَ فَصَبَرْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ وَاحْتَسَبْتَ"، فأشار إلى أن الصبر النافع هو ما يكون في أول وقوع البلاء فيفوض ويسلم، وإلا فمتى تضجر وتقلق في أول وهلة ثم يئس فيصبر لا يكون حصل المقصود وقد مضى حديث أنس في الجنائزوقد مضى حديث أنس في الجنائز (٢): "إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأَوْلَى" (٣).

فائدة: أن الصبر والاحتساب لايتعارض مع التداوي لعموم


(١) ح ٥٣٥، وأخرجه أحمد في المسند (٣٦/ ٥٦٢، ٢٢٢٢٨)، وابن ماجه في السنن (١/ ٥٠٩، ١٥٩٧) كلهم من طريق إسماعيل بن أبي عياش، عن ثابت بن عجلان، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة به، وإسناده حسن، فيه الرواة الثلاثة على التوالي كل واحد منهم صدوق، وإسماعيل بن أبي عياش فهو من روايته عن أهل بلده، فشيخه هنا حمصي، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه ح ١٢٩٨، وانظر: التقريب (٤٧٣، ٨٢٢، ٥٤٧٠).
(٢) صحيح البخاري (٢/ ٧٩، ١٢٨٣).
(٣) فتح الباري (١٠/ ١١٦).

<<  <   >  >>