للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأَهل السُنّة والجماعة: يَعْرِفُونَ ربهم بصفاته الواردة في القرآن والسنَة، ويصفون ربَّهم بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسولهُ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا يحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه، ولا يُلحدون (١) في أَسمائه وآياته، ويثبتون لله ما أَثبته لنفسه من غير تمثيل، ولا تكييف، ولا تعطيل، ولا تحريف، وقاعد تهم في كلِّ ذلك قول الله تبارك وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] (٢) . وقوله: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: ١٨٠] (٣) .

وأَهل السُنَّة والجماعة: لا يُحدِّدون كيفية صفات الله- جل وعَلا- لأنه تبارك


(١) الإلحاد: هو الميل عن الحق والانحراف عنه؛ ويدخل فيه: " التعطيل، والتحريف والتكييف، والتمثيل ". * التعطيل: عدم إِثبات الصفات، أو إِثبات بعضها ونفي الباقي. * التحريف: تغيير النص لفظا أو معنى، وصرفه عن معناه الظاهر إلى معنى لا يدل عليه اللفظ إِلا باحتمال مرجوح؛ فكل تحريف تعطيل، وليس كل تعطيل تحريفا. * التكييف: بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات. * التمثيل: إِثبات المثل للشيء؛ مشابها له من كل الوجوه.
(٢) سورة الشورى: الآية، ١١.
(٣) سورة الأعراف: الآية، ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>