للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى لم يخبر عن الكيفية، ولأَنه لا أَحد أَعلم من الله سبحانه بنفسه، قال تعالى: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [البقرة: ١٤٠] (١) . وقال تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٧٤] (٢) . ولا أَحدَ أَعلم بالله بعد الله من رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الذي قال الله تبارك وتعالى في حقه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى - إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٣ - ٤] (٣) .

وأَهل السنة والجماعة: يؤمنون أَن الله- سبحانه وتعالى- هو الأَول ليس قبله شيء، والآخِرُ الذي ليس بعده شيء، والظاهرُ الذي ليس فوقه شيء، والباطنُ الذي ليس دونه شيء، كما قال سبحانه:

{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: ٣] (٤) .

وكما أَنَّ ذاته- سبحانه وتعالى- لا تشبه الذوات، فكذلك صفاتهُ لا تشبهُ الصفات، لأنَّه سبحانه لا سميَّ له، ولا كفءَ له ولا نِدَّ له، ولا يُقاس بخلقه؛ فيثبتون لله ما أَثبته لنفسه إثباتا بلا


(١) سورة البقرة: الآية، ١٤٠.
(٢) سورة النحل: الآية، ٧٤.
(٣) سورة النجم: الآيتان، ٣-٤.
(٤) سورة الحديد: الآية، ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>