للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومعنى الآية: أن الله يضرب المثل لمن يدعو غيره أن ما يدعونه من دون الله عاجز عن أن يخلق ذبابا وإن سلبه الذباب شيئا لا يستطيع أن يسترده منه فكيف يصح أن يدعى هذا العاجز من دون الله، أو يقصد بأي توع من أنواع العبادة.

والعبادة لا تقتصر على الدعاء فقط، بل الاستعانة - وهي طلب العون - عبادة، فلا يجوز للعبد أن يطلب العون من أحد غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، وقد أرشد الله عباده إلى ذلك بقوله في سورة الفاتحة، التي يقرأها العبد في صلاته مرارا بقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥] أي لا نعبد إلا أنت يا رب ولا نستعين إلا بك وحدك، وذلك هو الإخلاص المطلوب.

وكذلك الاستغاثة عبادة، وهي طلب الغوث وإزالة الشدة، فلا يجوز للمسلم أن يطلب الغوث إذا نزلت به الشدة أو ابتلي بالمصائب إلا من الله.

فإذا ابتلي بالأمراض المستعصية مثلا أو خشي على

<<  <   >  >>