قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، ما لم يحدث - أي ما لم ينتقض وضوءه، بناقض من نواقض الوضوء - اللهم صل عليه اللهم ارحمه - أي تدعو له الملائكة بذلك ويا لسعادة من دعت له الملائكة - ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة» أي يكتب له أجر الصلاة طوال المدة التي يلبث في المسجد لانتظار الصلاة.
وإنه لفضل عظيم سابغ للمحافظين على صلاة الجماعة الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد، فهم ممن يظلهم الله بظل عرشه، فقد ورد في الحديث:«سبعة يظلهم الله بظله» - أي يتفضل الله عليهم بالاستظلال بظل العرش - وعد منهم الرجل الذي تعلق قلبه بالمساجد، أي لأداء الصلوات فيها مع الجماعة ولذكر الله عز وجل. فهنيئا له ثم هنيئا له.