للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين ينفقون في شتى مناحي حياتهم أنهم لم يسرفوا أي لم يبالغوا في هذا الإنفاق ولم يبذروا، حيث إنهم لا ينفقون أكثر من حاجتهم ولكنهم في ذات الوقت عباد لا يقترون، أي: لا يبخلون على أنفسهم أو على غيرهم، فهم يلتمسون طريقا وسطا بين هذا وذاك، أي: لا تبذير ولا بخل، لا إسراف ولا تقتير، وهذا ما يحبه الله في عباده الذين أسماهم عباد الرحمن في محكم تنزيله.

فالمسلم يا أبنائي مأمور بالتوسط؛ لأن الإسراف مفسدة للمال والنفس والمجتمع، والتقتير مثله حبس للمال عن انتفاع صاحبه به وانتفاع الجماعة من حوله. . فالمال كما تعلمون أداة اجتماعية لتحقيق خدمات اجتماعية. . والإسراف والتقتير يحدثان اختلالا في المحيط الاجتماعي والمجال الاقتصادي، والإسلام يريد أن يقيم بناءه على التوازن والاعتدال، ويبدأ بهذا البناء من نفس الفرد الذي هو أساس المجتمع، فيجعل الاعتدال سمة (١) من سمات الإيمان بقوله تعالى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧] وتابع الأب حديثه وهو ينظر إلى أفراد أسرته فردا فردا ما أحرانا (٢) أن نتلمّس طريق الحق وننتهجه منهاجا مستمدين النور من القرآن والسنة.

تابعت فاطمة حديث والدها ثم أردفت قائلة: إني لأحفظ


(١) علامة.
(٢) أجدرنا.

<<  <   >  >>