من القرآن يا والدي آية عن التبذير، وذلك من سورة الإسراء التي حفظتها كاملة هذا العام، وهي قول الله تعالى:{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا - إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}[الإسراء: ٢٦ - ٢٧](١) .
- أحسنت يا فاطمة، بارك الله فيك، فهل لك أن تفسري لنا هاتين الآيتين الكريمتين. .
هزت فاطمة رأسها بالإيجاب ومضت تقول:
لقد وردت هاتان الآيتان في سورة الإسراء حيث أمر سبحانه وتعالى بالإنفاق على ذي القربى والمساكين وابن السبيل، وهذا حق فرضه الله تعالى وليس تفضلا من أحد على أحد، كما ينهى في هذه الآية عن التبذير وهو الإنفاق في غير حق، ووصف المبذرين بأنهم إخوان الشياطين؛ وذلك لأنهم ينفقون في الباطل وينفقون في الشر وينفقون في المعصية، لا ينالون خيرا بهذا الإنفاق، فهم رفقاء الشياطين وصحبهم. . ثم يوضح الله سبحانه وتعالى حال الشيطان فيصفه بأنه كان لربه كفورا أي: كافرا بالنعمة، فهم مثله لا يؤدون حق النعمة التي أنعمها الله بها عليهم، وحقها أن ينفقوها فيما شرعه الله من الطاعات والحقوق غير متجاوزين ولا مبذرين.