كلمة بين يدي البحث الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على النبي الأمين، سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فقد سرت في هذا البحث الموجز على النحو التالي: عرفت بالإمامة، ثم بينت فضلها، ومنزلة الإمام وصفاته، ثم أشرت إلى بعض الأحكام المتعلقة بمن لم يتصف بالصفات المعتبرة على سبيل الاختصار. وبعد ذلك تحدثت عن مسئولية إمام المسجد مبينا أن هناك قدرا مشتركا من المسئولية يتحمله كل من يقوم بالإمامة، وقدرا خاصا يناط ببعض الأئمة الذين يتحملون ما لا يتحمله غيرهم، ويجب عليهم بحسب قدراتهم، وعلمهم، وفضلهم، ما لا يجب على من ليس مثلهم، ثم عقدت فصلا خاصا بمسئولية الخطيب تجاه خطبة الجمعة، بينت فيه أن على الخطيب أن يلتزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة، ويلتزم الحكمة والموعظة الحسنة مبتعدا عن القول الخشن، وأن يراعي أحوال المخاطبين، واختلاف مداركهم وبيئاتهم، وأن يعتمد على مصادر المعرفة الإسلامية الموثقة، ويلتزم اللغة الفصحى، ويعد الخطبة إعدادا جيدا، ويقدم الأولى