وبناء على ما تقدم يتعين على الإمام الذي لا يريدونه إماما لهم إن كان كره الجماعة لإمامته لسبب وجيه أن يعمل جاهدا على التخلص من هذا السبب، بتصحيح وضعه، وإزالة أسباب البغض له، لكي يؤدي رسالته، ويقوم بعمله على الوجه الصحيح.
وقد رأينا من كره الناس إمامته لأسباب وجيهة وهو غير مكترث بذلك مع ما بذل له من النصح إلا أنه أصر وعاند فمقته الناس، وربما صار فتنة للقوم الظالمين، وربما هجر المصلون حتى الذين فيهم خير وصلاح الصلاة في مسجده، وفي هذا من المفاسد ما لا يصح إغفاله وتجاهله، ولو قدر المسئولية حق قدرها لما وقع في مثل هذه الحال؛ لأنه إما أن يصحح وضعه بإزالة أسباب البغض الوجيهة سواء في أدائه لهذا العمل، أو في سلوكه خارج العمل، وإما أن يسلم العمل إلى من هو أفضل منه وأولى به، والله أعلم.
[ثانيا مسئولية الإمام العالم]
ثانيا: مسئولية الإمام العالم إن ما أشرت إليه سابقا هو قدر مشترك من المسئولية التي يشعر بها كل إمام لبيب ويحس بها كل عاقل فطن، فيولي العمل اهتماما وعناية، ويحرص على أداء هذا الواجب، والقيام بهذه الأمانة مستعينا بالله، محتسبا راغبا في ثوابه ونيل مرضاته.