للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما ما يلزم بعض الأئمة دون بعض فإنه يرتبط بذات الشخص، ومركزه في الناس، وبالمجتمع المحيط به الذي يحمل بعض أفراده قدرا من العلم، والثقافة والمراكز المرموقة في المجتمع.

فالإمام العالم الذي يشار إليه بالبنان، ويؤخذ عنه العلم والفتوى ويقصد مسجده جمع كبير من الناس فيهم طلاب العلم، والمثقفون، وذوو المكانة، وغيرهم، يتحمل من المسئولية قدرا أعظم ممن ليس كذلك؛ ولهذا لما قيل لعبد الملك بن مروان رحمه الله عجل بك الشيب قال: وكيف لا وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة (١) ؛ ذلك لأنه علم عظم المسئولية، وأن دور الإمام الذي على شاكلته ليس محصورا في إمامة الناس في الصلاة، وإنما هو في دور المعلم، والمربي، والمفتي، والمصلح، والمحذر من المنكر قبل أن يقع، والداعي لإزالته إذا وقع، والعامل على حل المشكلات التي تورث الخصومات (٢) والملتمس لأحوال الفقراء والمساكين، وتوجيه النداءات لمساعدة المنكوبين والمصابين، وبإجمال يعيش آمال الأمة


(١) سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ٤ / ٢٤٨ تحقيق شعيب الأرناؤوط ومأمون الصاغرجي.
(٢) كتب هذه الأسطر بعد الخطبة المؤثرة التي ألقاها الإمام العالم، البليغ الفاضل الذي من الله على الحرم المكي به وبأمثاله الدكتور / صالح بن عبد الله بن حميد، أمام من إمام وقف في حرقة وألم ليوجه نداء الحق، وخطاب العقل والحكمة إلى الإخوة الأفغان الذين يعانون من الخصومة فيما بينهم، ونتج عن ذلك سفك الدماء ولا حول ولا قوة إلا بالله وقد كان تاريخ الخطبة العاشر من شهر شعبان عام ١٤١٤هـ وهي مسجلة لمن أراد الوقوف عليها وفق الله هذا الإمام العالم وسائر إخوانه لما يحبه ويرضاه.

<<  <   >  >>