وآلامها، وتلك والله مهمة عظيمة لا يدركها إلا العظماء، من العلماء العاملين الذين هم مبعث خير، ومصابيح هداية، وأدلة طريق فهم لأخوانهم كالشمس للدنيا، والعافية للبدن كما قال الإمام أحمد في الإمام الشافعي رحمهما الله تعالى.
ومن المعلوم أن العلماء ورثة الأنبياء وهم دعاة إلى الله، يذبون عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وعدوان الظالمين، وهم أهل الخشية من الله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨] وأهل الشفقة والنصح لعامة المسلمين ولأئمتهم، وهم أهل التجرد من حظوظ النفس وشهواتها، تكشف حججهم الساطعة شبهات الباطل فتدمغه فإذا هو زاهق، وتلهج ألسنتهم بالصدق عند العدوان فيضعون الأمور في مواضعها.
فإذا أنعم الله على الأمة بتولي علمائها لإمامة المساجد فتلك من نعم الله العظيمة التي تعد بإذن الله تعالى من أهم وسائل النجاة من عقوبة الله وغضبه، ونحن نرى المساجد التي تولى الإمامة فيها علماء مخلصون ناصحون ومنها المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وجوامع أخرى في مدن المملكة، ونلمس أثر هؤلاء الأئمة وحب الناس لهم، وإقبالهم على الحرمين الشريفين وغيرها من الجوامع التي