للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليس معهم فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ألبتة، وسنته تقتضي خلافه، وهو افتتاح جميع الخطب بـ " الحمد لله "، وهو أحد الوجوه الثلاثة لأصحاب أحمد، وهو اختيار شيخنا قدس الله سره.

وكان يخطب قائما، وفي مراسيل عطاء وغيره «أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس ثم قال " السلام عليكم» . . وكان كثيرا ما يخطب بالقرآن ففي صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة قالت «ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس» (١) .

«وكان إذا تشهد قال: " الحمد لله نستعينه ونستغفره» (٢) الخ خطبه الحاجة المعروفة وكان مدار خطبه على حمد الله، والثناء عليه بآلائه، وأوصاف كماله، ومحامده، وتعليم قواعد الإسلام، وذكر الجنة والنار والمعاد، والأمر بتقوى الله، وتبيين موارد غضبه، ومواقع رضاه، فعلى هذا كان مدار خطبه.

وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة الخاطبين ومصلحتهم، ولم يكن يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله، ويتشهد فيها


(١) رواه مسلم في الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة.
(٢) رواه النسائي في كتاب النكاح، باب ما يستحب من الكلام ٦ / ٧٣ - ٧٤، وأبو داود في الصلاة رقم (١٠٩٧) وأحمد في المسند ٥ / ٢٧١. . .

<<  <   >  >>