للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومما يجب أن تنزه عنه بيوت الله المطهرة اللغو والفحش واللغط واللهو والعبث وحديث الدنيا الشاغل عن الخشوع في الصلاة والتفرغ لذكر الله، وأن تتخذ كما أرادها الله بيوت علم وعبادة وتعليم، ومصادر إشعاع ومركز توجيه، يقول المصطفى المختار عليه الصلاة والسلام: «من جاء مسجدي هذا لم يأت إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره» (١) . وفي هذا دليل على جواز التدريس في المسجد خلافا لمالك (٢) . ولعله منع رفع الصوت المشوش (٣) فمن جاء إلى المسجد معلما أو متعلما كالمجاهد كلاهما يريد إعلاء كلمة الله وفي عبادة نفعها متعد لعموم المسلمين، أما من ينظر إلى متاع غيره فهو متحسر محروم عما ينتفع به الناس في الدنيا من العلم والعمل والثناء الجميل، وفي العقبى من الدرجات والجزاء الطويل (٤) .


(١) ابن ماجة في سننه في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم ١ / ٨٢ - ٨٣، وقال صاحب الزوائد: إسناده صحيح على شرط مسلم - ومنتقى الأخبار بشرح نيل الأوطار ٢ / ١٦٥.
(٢) القوانين الفقهية ص ٣٧.
(٣) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ١ / ٤٧٢.
(٤) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ١ / ٤٧٢.

<<  <   >  >>