للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قربه منه، فهذا المجاهد الصنديد والبطل المحنك والمحكم الذكي اللوذعي " سعد بن معاذ " يصاب في معركة الخندق في أكحله فيضرب له النبي الكريم خيمة في مسجده ليصل إليه عن كثب، ويعوده من قرب، ويعالج تحت إشرافه ورعايته ويشعر بالسعادة الحقة والبشر الثر والأنس الكبير والرسول المختار يحف به ويعطف عليه، فيمتلئ قلبه محبة وسرورا ويطفح بالغبطة والهناء، وحب الأمة الإسلامية صلى الله عليه وسلم يحوطه ويحيط به وينظر إليه نظرة حنان ومودة، ورحمة وشفقة، اسمع حديث الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «أصيب سعد يوم الخندق (١) في الأكحل (٢) فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم (٣) - وفي المسجد خيمة من بني غفار - إلا الدم يسيل عليهم، فقالوا: يا


(١) الخندق: حفير حول أسوار المدن، معرب: كنده، وخندقه: حفره كما في القاموس ٣ / ٢٢٩ مادة (الخندق) ، وفي معجم البلدان ٢ / ٣٩٢: الخندق المحفور حول المدينة، وفي عمدة القاري ٤ / ٢٣٩: يوم الخندق ويسمى الأحزاب ذكرها ابن سعد في ذي القعدة، وموسى بن عقبة في شوال سنة أربع، وقال ابن إسحاق في شوال سنة خمس.
(٢) الأكحل: عرق في اليد كما في القاموس ٤ / ٤٤ مادة (الكحل) .
(٣) يرعهم: يفزعهم، والروع بالفتح: الفزع، والروعة: الفزعة، ورعت فلانا وروعته فارتاع: أي أفزعته ففزع، وتروع: وتفزع، كما في الصحاح ٣ / ١٢٢٣ مادة (روع) .

<<  <   >  >>