المشرق كما كانت التبابعة تفعل بالمدينة فخلف فيها أبنا له ومضى حتى قدم الشام ثم العراق فقتل أبنه بالمدينة غيلة فأقبل يريد تخريبها فنزل بسفح أحد وأرسل لأشراف المدينة فقال بعضهم أراد أن يملكنا على قومنا وقال أحيحة والله ما دعاكم لخير وكان لأحيحة ربئ من الجن ثم دخل على تبع أول الناس فتحدّث معه ففطن بالشرّ ثم قال أن أصحابي يصلونك إلى الظهر وأستأذن الخروج إلى خيمة له ضربها وجاء أصحابه قريبا من الليل فأمر لهم تبع بضيافة فلما كان جوف الليل أرسل إليهم ليقتلهم ففطن أحيحة فأنطلق فتحصن في حصنه فحاصروه ثلاثا يقاتلهم بالنهار وإذا كان الليل يرمي إليهم بتمر ويقول هذا ضيافتكم فأخبروا تبعا أنه في حصن حصين فأمرهم أن يحرقوا نخلة واشتعلت الحرب بين تبع وأهل المدينة من اليهود والأوس والخزرج وتحصنوا في الآطام وجرد إلى بني النجار خيلا فقاتلوهم ورئيسهم يومئذ عمرو بن طلحة أخو بني معاوية بن مالك بن النجار ورمى عسكر تبع حصون الأنصار بالنبل فلقد جاء الإسلام والنبل فيها وجدع في القتال فرس تبع فحلف لا يبرح حتى يخرجها فنزل إليه أحبار من يهود وقالوا أيها الملك أن هذه البلدة محفوظة فإنا نجد اسمها في الكتاب طيبة وأنها مهاجر نبيّ من بني إسماعيل عليه السلام من الحرم فلن تسلط عليها فأعجب بقولهم وصرف نيته وأمر أهل المدينة أن يتبايعوا مع العسكر