للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أسطوانة التوبة وتعرف بأبي لبابة بن عبد المنذر أخي بني عمر بن عوف من الأوس أحد النقباء أرتبط إليها لأنه كان حليف بني قريظة فاستشاروه في النزول على حكم النبي صلى الله عليه وسلم وأجهش إليه النساء والصبيان يبكون فقال لهم نعم ورق لهم وأشار بيده وهو الذبح قال فوالله ما زالت قدماي حتى علمت أني خنت الله ورسوله فلم يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومضى فأرتبط إلى جذع موضع أسطوانة التوبة بسلسلة وبوض والربوض الثقيلة بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما كاد يسمع وكاد بصره يذهب وكانت أبنته تحله إذا أحضرت الصلاة وإذا أراد أن يذهب لحاجته ثم يأتي فتردّه في الرباط وأنزل الله تعالى فيه (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم) الآية وحلف لا يحل نفسه حتى يحله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما لو جاءني لاستغفرت له فأما ما إذا فعل ذلك فما أنا الذي أطلقه حتى يتوب الله عليه فأنزلت توبته سحرا في بيت أم سلمة فحله النبي صلى الله عليه وسلم فعاهد الله تعلى أن لا يطأ بني قريظة أبدا وقال لا يراني الله بلد خنت الله ورسوله فيه أبدا وقيل سبب أرتباطه بها تخلفه عن غزوة تبوك فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم جاء فأعرض عنه فأرتبط بسارية التوبة التي عند باب أم سلمة سبعا بين يوم وليلة رواه البيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب

<<  <  ج: ص:  >  >>