سبب انشقاق الجدار الظاهر انشقاق الجدار الداخل وميله نحوه واد عام الأقدمين الداخل بأخشاب بين الداخل والخارج عند رأسهما من المشرق فمال الجدار الظاهر لذلك فرجح عندي رأي أبن عباس في الكعبة حيث أشار بترميمها ورأيت أن ما يطلب هنا من الأدب أوجب فحاولت إدعام البناء المذكور وقلت إنه لا يفعل هنا إلا ما دعته الضرورة إليه في الحال فلم أوافق عليه وقال الزكوي قاضي الشافعية سامحه الله تعالى لمتولي العمارة سرح العمال من الغد للهدم ثم بلغني إنهم ألقوا في ذهن متولي العمارة أني حريص على تفويته كون المنقبة في هذه العمارة تكون له فشرعوا في صبيحة رابع عشر شعبان في هدم الموضع السابق من الحائز الظاهر فهدموا من ملتقى الصفحتين الشرقية والشمالية التي تليها خمسة أذرع على نحو أربعة أذرع من الأرض إلى أعلى الحائز فظهر هدم الحريق الكائن بين الجدارين وظهر فيه أطراف خشب كثيرة سلمت من الحريق ثم نظف ذلك وكان أمرا مهولا نحو القامة لم يتأت إزالته إلا بالعتل والمساحي فبلغوا في تنظيفه الأرض الأصلية وبها حصباء حمراء ثم ظهر إنها مبنية بحجارة مجدولة بها والبيت الداخل مربع بأحجار سود على ما سبق في وصفه ولا باب فيه وخلف جداره الشامي أسطوان في صف مربعة القبر بعضها داخل فيه ثم عزم متولي العمارة على هدم هذا الجدار الشامي من البناء الداخل فبدأ برفع سقف الحجرة ثم أفاض في عقد قبة بدل سقف الحجرة على جدرانها فكرهت ذلك لعلمي بأنه يجر إلى هدم