للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحصل رجيف عظيم فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة فلما ظهر حالهما بكى السلطان بكاء شديدا وأمر بضرب رقابهما فقتلا تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة ثم أمر بإحضار رصاص عظيم وحفر خندقا عظيما إلى الماء حول الحجرة الشريفة كلها وأذيب ذلك الرصاص ومليء به الخندق فصار حول الحجرة الشريفة كلها سورا رصاصا إلى الماء انتهى وأشار المطري لذلك مع مخالفة في بعضه ولم يذكر أمر الرصاص فقال ووصل السلطان نور الدين محمود زنكي بن آقسنقر في سنة سبع وخمسين وخمسمائة إلى المدينة بسبب رؤيا رآها ذكرها بعض الناس وسمعتها من الفقيه علم الدين يعقوب بن أبي بكر المحترق أبوه ليلة حريق المسجد عمن حدثه من أكابر من أدرك إن السلطان المذكور رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في ليلة وهو يقول في كل مرة يا محمود أنقذني من هذين لشخصين أشقرين تجاهه فاستحضر وزيره قبل الصبح فذكر ذلك له فقال هذا أمر حدث بالمدينة النبوية ليس له غيرك فتجهز على عجل بمقدار ألف راحلة وما يتبعها حتى دخل المدينة على حين غفلة من أهلها ثم ذكر قصة الصدقة وإنه لم يبق إلا رجلان مجاوران من أهل الأندلس نازلان في الناحية التي قبلة حجرة النبي صلى الله عليه وسلم عند دار آل عمر المعروفة بدار العشرة فجدّ في طلبهما فلما رآهما قال للوزير هما هذان فسألهما عن حالهما فقالا جئنا للمجاورة فقال أصدقاني وعاقبهما فأقرا إنهما من النصارى وإنهما وصلا لكي ينقلا من

<<  <  ج: ص:  >  >>