للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحجرة الشريفة باتفاق من ملوكهم ووجدهما قد حفرا تحت الأرض من تحت حائط المسجد القبلي وهما قاصدان لجهة الحجرة يجعلان التراب في بئر عندهما في البيت فضرب أعناقهما عند الشباك الذي شرقي الحجرة خارج المسجد ثم أحرقا بالنار آخر النهار وركب السلطان متوجها إلى الشام انتهى ونقل أبن النجار في تاريخ بغداد وقوع ما يقرب من ذلك وهو إن بعض الزنادقة أشار على الحاكم العبيدي صاحب مصر بنقل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من المدينة إلى مصر وقال متى تم لك ذلك شدّ الناس رحالهم من أقطار الأرض إلى مصر وكان منقبة لسكانها فأجتهد الحاكم في مدّة وبنى بمصر

حائزا وبعث أبا الفتوح إلى نبش الموضع الشريف فلما وصل إلى المدينة وجلس بها حضر جماعة المدنيين وقد علموا ما جاء فيه وحضر معهم قارئ يعرف بالزلباني فقرأ في المجلس وإن نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم إلى قوله إن كنتم مؤمنين فماج الناس وكادوا يقتلون أبا الفتوح ومن معه وما منعهم من السرعة إلى ذلك إلا أن البلاد كانت لهم فلما رأى أبو الفتوح ذلك قال لهم الله أحق أن يخشى والله لو كان على من الحاكم فوات الروح ما تعرضت للموضع وحصل له من ضيق الصدر ما أزعجه وكيف نهض في هذه المخزية فما أنصرف النهار حتى أرسل الله ريحا كادت الأرض تزلزل من فوقها حتى درجت الإبل بأقتابها والخيل بسروجها كما تدحرج الكرة وهلك أكثرها وخلق من الناس فأنشرح صدر أبي الفتوح وذهب روعه من الحاكم لقيام عذره وفي الرياض النضرة للمحب الطبريّ أخبرني هارون أبن الشيخ عمر بن الزغب وهو ثقة صدوق مشهور بالخير والصلاح عن أبيه وكان من الرجال الكبار قال قال لي شمس الدين صواب اللمطي شيخ خدام النبيّ صلى الله عليه وسلم وكان رجلا صالحا كثير البر بالفقراء أخبرك بعجيبة كان لي صاحب يجلس عند الأمير ويأتيني من خبره بما تمس حاجتي إليه فبينما أنا ذات يوم إذ جاءني فقال أمر عظيم حدث اليوم جاء قوم من أهل حلب وبذلوا للأمير مالا كثيرا ليمكنهم من فتح الحجرة الشريفة وإخراج أبي بكر وعمر رضي الله عنه منها فاجأتهم لذلك فلم ألبث إن جاء رسول الأمير يدعوني فأجبته فقال يا صواب يدق عليك الليلة أقوام المسجد فافتح لهم ومكنهم مما أرادوا ولا تعترض عليهم فقلت سمعا وطاعة ولم أزل خلف الحجرة أبكي حتى صليت العشاء وغلقت الأبواب فلم أنشب إن دق عليّ الباب الذي حذاء باب الأمير أي وهو باب السلام ففتحت الباب فدخل أربعون رجلا أعدهم واحدا بعد واحد ومعهم المساحي والمكاتل والشموع وآلات الهدم والحفر قال وقصدوا الحجرة الشريفة فوالله ما وصلوا المنبر حتى ابتلعتهم الأرض جميعهم بجميع ما كان معهم فاستبطأ الأمير خبرهم فدعاني وقال يا صواب ألم يأتك القوم قلت بلى ولكن أتفق لهم كيت وكيت قال أنظر ما تقول قلت هو ذاك وقم فأنظر هل ترى لهم أثرا فقال هذا موضع هذا الحديث وإن ظهر منك كان يقطع رأسك قال المطري فحكيتها لمن أثق بحديثه فقال وأنا كنت حاضرا في بعض الأيام عند الشيخ أبي عبد الله القرطبي بالمدينة والشيخ شمس الدين صواب يحكي له هذه الحكاية سمعتها من فيه انتهى وقد ذكرها مختصرة أبو محمد عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي محمد المرجاني في تاريخ المدينة له وقال سمعتها من والدي يعني الإمام الجليل أبا عبد الله المرجاني قال سمعتها من والدي أبي محمد المرجاني سمعها من خادم الحجرة سمعتها أنا من خادم الحجرة وذكر نحو ما تقدّم إلا أنه قال فدخل خمسة عشر أو قال عشرون رجلا فما مشوا إلا خطوة أو خطوتين وابتلعتهم الأرض. ئزا وبعث أبا الفتوح إلى نبش الموضع الشريف فلما وصل إلى المدينة وجلس بها حضر جماعة المدنيين وقد علموا ما جاء فيه وحضر معهم قارئ يعرف بالزلباني فقرأ في المجلس وإن نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم إلى قوله إن كنتم مؤمنين فماج الناس وكادوا يقتلون أبا الفتوح ومن معه وما منعهم من السرعة إلى ذلك إلا أن البلاد كانت لهم فلما رأى أبو الفتوح ذلك قال لهم الله أحق أن يخشى والله لو كان على من الحاكم فوات الروح ما تعرضت للموضع وحصل له من ضيق الصدر ما أزعجه وكيف نهض في هذه المخزية فما أنصرف النهار حتى أرسل الله ريحا كادت الأرض تزلزل من فوقها حتى درجت الإبل بأقتابها والخيل بسروجها كما

<<  <  ج: ص:  >  >>