صحبة الحاج الأوّل بزيادة على مائة من أرباب الصنائع وكثير من الحمير والجمال ومبلغ عشرين ألف دينار وشرع السلطان في تجهيز الآلات والمؤن حتى كثرت في الطور والينبع والمدينة الشريفة ثم جهز متولي العمارة السابقة الشمس بن الزمن أثناء ربيع الأوّل في ركب صحبته أكثر من مائتي جمل ومائة حمار وأزيد من ثلاثمائة صانع وصارت أحمال المؤن متواصلة قل أن تنقطع برا وبحرا وقطعوا من أخشاب الدوم والشجر من جهات المدينة شيئاً كثيرا واستقبلوا أمر العمارة بجدّ واجتهاد وهدموا المنارة الرئيسية إلى أساسها وهدموا من سور المسجد أوّلا من ركن المنارة التي بباب السلام في المغرب إلى آخر جدار القبلة ثم ما يليه من المشرق إلى باب جبريل وخرجوا بالجدار هناك في المشرق كما سبق في الحادي عشر وأعادوا ذلك ووسعوا المحراب العثماني وسقفوا مقدّم المسجد سقفا واحدا بعد أن قصروا أساطينه وجعلوا عليها عقودا من الآجر فوقها أخشاب السقف وكانت الأساطين قبل واصلة إلى السقف كهيئة أساطينه اليوم في المسقف الغربي والشرقي والشامي لأن تلك العقود التي سبق إن متولي العمارة جعلها بمقدّم المسجد بين السقفين تساقطت عند الحريق على الأساطين فهشمتها وأفسدت الكثير منها وجعلوا على المحراب العثماني قبة على عقود الأساطين بعد أن قرنوا إلى كل أسطوانة ثانية وجمعوا في بعضها بين خمس أساطين وأزالوا أسطوانة كانت بين الأسطوانة التي إليها المصلى النبوي وبين المحراب العثماني وجعلوا على ما يحاذي الحجرة الشريفة وما حوله قبة عظيمة على دعائم بأرض المسجد بدلا عن القبة التي كانت بسطح المسجد كما