الأعمال المعروضة ناسب ذلك الإنذار بإظهار عنوان النار المجاري بها في موضع عرضها وأنا في وجل مما يعقب ذلك حيث لم يحصل الاتعاظ والانزجار قال تعالى (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) وقال تعالى (ذلك يخوّف الله به عباده يا عباد فاتقون) ومن العجيب إنه لم يتأت إخراج ردم هذا الحريق من مؤخر المسجد حتى حضر الحجاج من سائر الآفاق فشاهدوا هذه العبرة العظيمة ورأوا ما أجتمع من آثارها كالآرام والتلول الجسيمة ثم بالقعدة الحرام قبيل دخول الحجاج مكة من العام الثاني أرسل الله سيلا عظيما بمكة ملأ ما بين الجبلين وعلا جدار أبواب المعلاة وأرتفع في جوف الكعبة أزيد من قامة وهدم دورا كثيرة وذهب فيه من الأموال والأنفس ما لا يحصيه إلا الله تعالى ووجد تحت الردم المسجد الحرام فقط عند تنظيفه نحو ثمانين نفسا وقيل مائة ولم أقف في سيول الجاهلية والإسلام على مثله ولم يتأت إخراج ذلك الردم بعد جمعة بالمسجد كالأردام حتى قدم الحجاج وشاهدوا هذه الآية أيضا ولما وصل القاصد إلى مصر المحروسة وأتصل علم حريق المسجد بسلطانها الأشرف عظم عليه ذلك ورأى إن في تأهيل الله له لعمارة وذلك مزيد التشريف وكمال التعريف فاستقبل أمر العمارة بهمة تعلوا لهم العلية ورسم بأبطال عمائره المكية وبتوجيه شاهدها الماليفي سنقر الجمالي