وقد عوضها الله عز وجل مع ما منّ به من السلامة وبرد الرضا ثم لما أصبحوا ابدءوا بطفئ ما سقط على القبة اللطيفة التي جعلت بدلا عن سقف الحجرة الشريفة وكان الذي سقط عليها حريق القبة الزرقاء الظاهرة بالسقف الأعلى ورصاصها وسقف المسجد الأسفل الذي كان بين القبتين والشباك الذي بأعلى الحائز المتقدّم ذكره ولم يصل إلى جوف الحجرة الشريفة شيء من هدم هذا الحريق نحمد الله تعالى لسلامة القبة
السفلى المذكورة وعدم تأثير النار فيها مع ما سقط عليها مما هو كأمثال الجبال مع إن بعضها من الحجر الأبيض الذي يسرع تأثره بالنار وقد أثرت هذه النار في أحجار الأساطين وهي من الأسود حتى تهشم بعضها وتفتت وعدّة ما سقط منها مائة وبضع وعشرون أسطوانة ومنّ الله تعالى أيضا بسلامة الأساطين الملاصقة للحجرة الشريفة وأحترق المنبر وصندوق المصلى الشريف وما يعلوه من الأخشاب والمقصورة التي كانت حول الحجرة الشريفة وسقطت أكثر عقود المسجد التي تلي صحنه وعلو المنارة الرئيسية ثم كتبوا لسلطان زماننا الأشرف قايتباي بذلك ونظفوا مقدّم المسجد ونقلوا هدمه إلى مؤخره وعمل في ذلك أمير المدينة وقضاتها وعامة أهلها حتى النساء والصبيان تقربا إلى الله تعالى وفي ذلك كله عبرة تامة وموعظة عامة أبرزها الله تعالى للإنذار فخص بها حضرة النذير صلى الله عليه وسلم وقد ثبت إن أعمال أمته تعرض عليه فلما ساءت منا