للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونودي بأن الحريق في المسجد فأجتمع أمير المدينة قسيطل بن زهير الجمازي وأهل المدينة بالمسجد كلهم وصعد أهل النجدة بالمياه لطفئ النار وقد التهبت آخذة في الشمال والمغرب فعجزوا عن طفئها وكادت تدركهم فهربوا ونزلوا بما كان معهم من الحبال لاستقاء الماء إلى شمالي المسجد وسقط بعضهم فهلك ولجأ بعضهم مع من حالت النار بينه وبين الأبواب إلى صحن المسجد ومات في هذا الحريق المذكور زيادة على عشرة أنفس وعظمت النار جدّا واستولت على سائر سقف المسجد وما فيه من خزائن الكتب والربعات والمصاحف غير ما بادروا بإخراجه وغير القبة التي بالصحن وذلك كله في نحو عشر درج وصار المسجد كبحر لجيّ من نار ترمي بشرر كالقصر ويسقط شررها على بيوت الجيران فلا يؤذيها وأخبرني أمير المدينة الزيني قسيطل إن شخصا من العرب الصادقين رأى قبل ذلك بليلة إن السماء فيها جراد منتشر ثم عقبته نار عظيمة فأخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم النار وقال أمسكها عن أمتي وأخبرني جماعة إنهم شاهدوا أشكال طيور بيض يحومون حول النار كالذي يكفها عن بيوت الجيران مع هرب كثير منهم لما رأوا تساقط الشرر وخرج بعضهم من باب المدينة لعظم ما شاهدوه من الهول وظنوا إنهم أحيط بهم ولم أشهد ذلك لأني سافرت إلى مكة للاعتمار مستهل رمضان المذكور وتركت كتبي بخلوة كنت أقيم بها بمؤخر المسجد فاحترقت

<<  <  ج: ص:  >  >>