للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجيء أبو عامر فيؤمتنا فيه وكان أبو عامر فر من الله ورسوله فلحق بمكة ثم بالشام فتنصر فمات بها فأنزل الله تعالى (والذين اتخذوا مسجداً ضراراً) الآيات ولأبن إسحاق عن الزهري وغيره إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة تبوك ونزل بذي أوان بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار نزل عليه القرآن في شأن مسجد الضرار فدعا مالك بن الدغشم ومعن بن عدي أو أخاه عاصم بن عدي فقال انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فأهدماه وحرقاه فانطلقا مسرعين ففعلا وحرقا بنار في سعف وللبغوي فانطلقوا أي المأمورون بهدمه وإحراقه حتى أتوا سالم بن عوف رهط مالك بن الدغشم فأخذ سعفا فأشعل فيه نارا ثم خرجوا يشتدون حتى أتوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وتفرق عنه أهله فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ ذلك كناسة يلقى فيها الجيف والنتن والقمامة وقال أبن عطية الظاهر من قوله فأنهار به في نار جهنم ومما صح في خبرهم وهدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدهم إنه خارج مخرج المثل أي حالهم كمن ينهار بنيانه في نار جهنم وقيل بل ذلك حقيقة وإن ذلك المسجد بعينه انهار

<<  <  ج: ص:  >  >>