للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث الذي ذكره أبن النجار لم يبقى له أثر قلت في قبلة الثاني المعروف بمسجد أمير المؤمنين جانحا للمشرق على طرف جبل سلع أثر عمارة بها رضم حجارة رأيت الناس يتبركون بالصلاة فيها وفي طرفها مما يلي المشرق فلكة من فلك الأساطين مثبتة بالأرض فظهر لي أنه المشار إليه لقول أبن النجار قبله الأول منها خراب وقد هدم لأنه أول المساجد من جهة القبلة وليس ثم ما يشتبه به من العمارات والناس يقولون اليوم أنه مسجد أبي بكر رضي الله عنه ولعل هذه النسبة هي السبب في خرابه لما يعلم من حال من جدد هذه المساجد مع أني لم أقف على أصل في هذه النسبة ولا في نسبة المسجدين المتقدمين في كلام المطري وكان المسجد الأعلى قد تهدم فجدده الأمير سيف الدين الحسين بن أبي الهجاء أحد وزراء العبيديين ملوك مصر في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وكذلك جدد بناء المسجدين اللذين تحته من جهة القبلة في سنة سبع وسبعين وخمسمائة فتهدم الثاني منهما المنسوب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فجدده أمير المدينة زين الدين ضيغم بن خشرم المنصوري سنة ست وسبعين وثمانمائة وكان سقفه عقدا وبه مسنّ عليه اسم ابن أبي الهيجاء كالمسجدين الآخرين فجعل سقفه خشبا على أسطوان واحد وجدد بعض الفقراء بناء المسجد الثالث المنسوب لأبي بكر رضي الله عنه عام أثنين وتسعمائة وذرع المسجد الأعلى من القبلة إلى الشام نحو عشرين ذراعا ومن المشرق إلى المغرب مما يلي القبلة سبعة عشر ذراعا وذرع الأسفل المنسوب لسلمان من القبلة

<<  <  ج: ص:  >  >>