للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والقدرة على ممارسة هذا الحق انطلاقا من مسؤولية التكريم والاستخلاف وواجب البلاغ المبين، وطلبا للاستجابة والإقناع بالحق والتفاهم والتعاون على الخير في إطار عقيدة الإيمان بالله الواحد الأحد لتحقيق غايته الحقيقية) (١) .

وهذا التعريف يبين مدى التلازم بين الحرية في الرؤية الإسلامية وبين المسؤولية الإعلامية، إذ الحرية في الإسلام ليست إلزامية قسرية من خارج الذات الإنسانية، وإنما هي تنبع من ضمير الإنسان المؤمن، كما أن ضوابط المسؤولية لا تكون أمام سلطة خارجية أو قانون وإنما تكون أمام الخالق سبحانه، قال الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨] (٢) . كما أن الحوار الفكري والنقد والتقويم البناء ينبغي أن يلتزم الخطاب الإعلامي فيه بالمعيار الإسلامي انطلاقا من قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: ٣٦] (٣) . ومن هنا فإنه لا رأي في قضايا الأمة الكلية لفاسق ولا باغ ولا فاجر ولا مرتد.

كما أنه لا حرية لغير المسلمين في نقد النظام الإداري والسياسي أو الإعلامي الإسلامي وتقويمه، ولا حرية لهم في الدعوة إلى تعدد الأديان في المجتمع الإسلامي باسم حرية القول؛ لأن هذه الحرية المزعومة مرفوضة في الشريعة الإسلامية (٤) .


(١) انظر: كتابي الحرية الإعلامية في ضوء الإسلام، مرجع سابق، ص: ١٠، ٥٤.
(٢) سورة ق، آية: ١٨.
(٣) سورة الأحزاب، آية: ٣٦.
(٤) انظر مزيدا من التفاصيل في هذا الجانب عند د. محمد بن سعود البشر، ضوابط الحرية في الإعلام الإسلامي، الناشر ومكان النشر بدون، ١٤١٤هـ) ، ص: ٤٣.
- وانظر: كتابي الحرية الإعلامية في ضوء الإسلام، مرجع سابق، ص: ١٤٢.

<<  <   >  >>