للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على النظام الإعلامي الدولي في ذلك الوقت، وكذا فإن غزوة تبوك - وإن لم يكن فيها نزال أو طعان - إلا أنها كانت قوة إعلامية ضخمة، أفسحت المجال أمام الاتصال الإسلامي العالمي , حتى يسمعه الناس ولذلك نلاحظ دخول كثير من أهل الكتاب في أطراف الجزيرة في ذمة الدولة الإسلامية عندما وجدوا في الاتصال الإسلامي عملية الاهتمام بالإنسان في كل مكان، وعندما وجدوا فيه أيضا مخاطبة الإنسان وفق طبيعته التي فطره الله عليها، فهو إعلام واقعي يراعي واقع الإنسان وواقع الحياة.

ولا يخفى على المهتمين بالإعلام عدا العاملين في حقله تأثر الإعلام بالنظام العالمي والواقع المعاصر، حيث تعاني دول العالم الثالث ومنها المجتمع الإسلامي من الغبن في حق الاتصال، فهي سوق استهلاكية للنظام الإعلامي العالمي، ولا تسوق شيئا في السوق حرة يهيمن عليها القادر على الانتشار لقوته وهيمنته السياسية وقدرته المالية الضخمة، كما تعاني أيضا من الظلم في حق الخصوصية حيث تطورت آلية الاتصال وارتبطت شبكات الاتصال بنظام المعلومات (١) وهو ما نلمسه واضحا في حياتنا اليومية من التواصل الإخباري بالفاكس إلى الاتصال بالأقمار الصناعية , وما نشاهده على شاشاتها من معلومات وأخبار لا تتسم بالأهمية للأمة، ولا بالإيجابية للبناء والتطور في مجتمعنا الإسلامي، ولا تقيم وزنا للقيم المرعية في المجتمع الإسلامي، ولا تعترف بخصوصية الثقافة الإسلامية والفكر الإسلامي ينعكس ذلك على قرارات ومواقف الرأي العام الذي سيأتي انعكاسا لهذه


(١) انظر: د. ر. مانيكان، تدفق المعلومات بين الدول المتقدمة والنامية، ترجمة فائق فهيم، (الرياض: دار العلوم، ١٤٠٣هـ) ، ص: ١٤٥.
- وانظر: سعد أديب، الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، مجلة الدراسات الإعلامية، (القاهرة: المركز العربي، ٧ يناير ١٩٩٤م) ، ص: ١٥.

<<  <   >  >>