للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من قائل: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ - الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ - وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ - أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ - لِيَوْمٍ عَظِيمٍ - يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: ١ - ٦] (١) .

فلو كان عندهم مجرد ظن فقط لما صدر مثل ذلك.

الصدع بالحقيقة في إبانها: لقد كانت مكاشفة مجتمع قريش بالبشارة والنذارة في خطبة الصفا وإعلان دفن النظام العربي الجاهلي في فتح مكة وخطبة حجة الوداع وإعلان الحرب على النظام العالمي الجاهلي في غزوة تبوك وإعلان حقوق الإنسان في حجة الوداع فمراعاة الوضع النفسي لمتلقي الرسالة الإعلامية وظروف الزمان والمكان المواتية مناخ إعلامي مناسب للإقناع بالأفكار , فرجل الإعلام المبدع هو الذي يتحرى الوقت للصدع بالحقيقة وهذا الأسلوب الإعلامي الفعال في عملية الإقناع يجد له سندا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في خطبه على سبيل المثال، كما يجد في أسباب نزول القرآن الكريم معناه وعمقه، ففي الوقت المناسب كان القرآن يتنزل منجما فيتصل بالأحداث التي تشكل اللحظة الرهينة فيقرر الحقائق ويعالج المشكلات ويجيب عن التساؤلات، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة الحسنة لرجل البلاغ المبين كان خلقه القرآن , فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت «فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن» (٢) .

٣ - أسلوب الحواري: إشراك الجمهور في العملية الاتصالية: إن إشراك الجمهور في العملية الاتصالية لا يعني احترام عقول الناس ولا إشراكهم في مسؤولية القرارات والحلول التي تتخذ للقضايا


(١) سورة المطففين، الآيات ١-٦.
(٢) أخرجه الإمام مسلم، صحيح مسلم، مرجع سابق، جـ ١، ص: ٥١٣، ك: صلاة المسافرين، ب: ١٨، حديث رقم ١٣٩.

<<  <   >  >>