للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واختيار الرموز ذات الدلالة الفعالة في الإقناع بالرسالة التي لها دلالة مشتركة بين القائم بالاتصال والمتلقي، وقد تكون في الغالب لغوية أو رسوم بيانية أو رسوم كاريكاتيرية أو حركة حرة أو إشارة أو غير ذلك، ثم طريقة المعالجة أو أسلوب التقديم، وإذا تتبعنا خطب الرسول صلى الله عليه وسلم نجد أن هناك قواعد محدودة لصياغة الرسالة أو الخطاب الاتصالي , وأن هناك أيضا فروقا أساسية بين قواعد صياغة الرسالة الإعلامية الموجهة لأمة الدعوة كما جاء مثلا في خطبة الصفا راعى الرسول صلى الله عليه وسلم فيها إعراض المجتمع القرشي في ذلك الوقت ودرجات هذا الإعراض فساق من الشواهد والحجج المناسبة وفاصلهم على مبدأ العقيدة والتوحيد.

بينما إذا نظرنا إلى خطبة أول جمعة وما بعدها من الخطب نجد أنها موجهة غالبا لأمة الإجابة، ولذلك كانت شواهدها وحججها وغايتها تختلف عن خطبة الصفا مراعاة لأحوال المخاطبين وهم أمة الإجابة , والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الاتصال كان يطبق منهج القرآن في مخاطبة الناس، فقد كان من أهم نتائج دراسة الدكتور سيد محمد الساداتي الموسومة بوظيفة الإخبار في سورة الأنعام أن هناك قواعد لمخاطبة أمة الإجابة وأخرى لأمة الدعوة وذلك انطلاقا من طبيعة كل منهما (١) .

وتؤكد بعض الدراسات الإعلامية أنه يجب الالتزام بعدة قواعد لنجاح عملية الإقناع بالرسالة ومنها:

١ - وضوح الرسالة وبعدها عن الرمزية والغموض: الذي يجعل العبارة تحتمل أكثر من معنى فيظهر ما يعرف بالتشويش الدلالي الذي يعد من معوقات الإقناع (٢) .


(١) د. سيد محمد الساداتي، وظيفة الإخبار في سورة الأنعام، مرجع سابق، ص: ٥٦٩.
(٢) انظر د. عبد الغفار رشاد، دراسات في الاتصال، مرجع سابق، ص: ١٨٠.
- وانظر نموذج ولبور شرام، عند الدكتورة انشراح الشال، مدخل في علم الاجتماع الإعلامي، (القاهرة: مكتبة. . . ١٩٨٥م) ، ص: ٥١.

<<  <   >  >>