للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١ - الالتزام بالدليل والبرهان والحجج القوية: التي تضيف إلى الموضوع ثقلا ورجوحا، وتختلف مصادر الاستشهاد تبعا لطبيعة الجمهور المستهدف، فمصادر الاستشهاد في خطبة الصفا شيء وفي خطبة حجة الوداع شيء آخر، ففي الأولى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب مجتمعا لا يقيم للوحي وزنا، ولذلك لم يستشهد بآية من كتاب الله , وإنما أقام على الدليل العقلي، وجعلهم إذا أعرضوا عن دعوته تناقضوا مع ما يسلمون به عقليا ومنطقيا في مجتمعهم الذي أجمع على أنه صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين والحكم العدل، أما خطبة أول جمعة وخطب الغزوات وخطبة الفتح وخطبة حجة الوداع فكان الجمهور المتلقي جماعة المسلمين ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسوق الشواهد والحجج من آيات الله والوحي بشقيه.

ب - الابتعاد عن المواجهة بالمجادلة: إن مما ينفر الناس اعتراض أفكارهم وآرائهم وتسفيههم وغالبا ما تكون المجادلة المنطقية مخاصمة ومشاحنة لحاجة معرفتها عند المناطقة إلزام الخصم بالحجة ولذا يضعف فيها الإقناع. وقد أتبعت الحكمة بالحسن في قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: ١٢٥] (١) إبعادا لها عن مجادلة المناطقة لأن من المناسب في عملية الإقناع الدخول بمدخل الرفق واللين وخاصة إذا كان الهدف من الرسالة دعوة الناس للدخول في دين الله.

جـ - أن يكون الموضوع مرتبا ترتيبا منطقيا بحيث يصل المتلقي إلى النتيجة في النهاية التي تهدف إليها عملية الإقناع، وهذا ما تؤكد عليه دراسات الإقناع (٢) .


(١) سورة النحل، آية: ١٢٥.
(٢) انظر عبد الله محمد الوشن، كيف تقنع الآخرين، مرجع سابق، ص: ٣١.
وانظر د. محمد محمد البادي، الأسس النظرية للإقناع، مرجع سابق، ص: ٢٥٣.

<<  <   >  >>