المتلقي ودوره الفعال في عملية الاتصال، وأصبح يقال على الاتصال: العملية الاتصالية، واهتم الدارسون في حقل الإعلام بمفهوم رجع الصدى، ومفهوم التعرض والانتقاء، والإدراك الانتقائي، والتذكر الانتقائي (١) وظهرت كثير من النظريات الحديثة التي تعتبر المتلقي فعالا في عملية الإقناع والاقتناع , لعل أهم هذه النظريات على سبيل المثال لا الحصر: نظرية إعداد الخطة الإعلامية , ونظرية إشباع الحاجات، ونموذج الاعتماد، ونظرية الاحتمالية.
ومثل هذه الظنون التي ظهرت في النصف الأخير من القرن العشرين كان الهدي النبوي قد توصل إلى مخاطبة الناس من خلال مؤهلات الاستجابة، ومن ذلك:
١ - مراعاة الفروق الفردية: ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمد أسلوب التكرار في حديثه وفي خطبه حتى يتمكن السامع من إدراك ما يرمي إليه.
٢ - مخاطبة عقل الإنسان ووجدانه وأشواقه والاهتمام بكل ملكاته: يدرك ذلك من ينظر في مضمون خطب الرسول صلى الله عليه وسلم.
٣ - الرحمة بالمخاطبين: في خطبة الصفا مع عناد المجتمع الجاهلي، والرحمة بجماعة المسلمين ومراعاة ظروفهم الاجتماعية الجديدة في أول خطبة جمعة صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ومراعاة أحوال المخاطبين النفسية في خطبة فتح مكة.
٤ - الاهتمام بالخلفية الفكرية والثقافية للجمهور المتلقي: في خطبة
(١) د. سمير محمد حسين، الإعلام والاتصال بالجماهير والرأي العام، مرجع سابق، ص: ٦٣-٩٨.